الخميس، ١٨ يونيو ٢٠٠٩

ماتت من كانت تدعو لنا

إنا لله و إنا إليه راجعون.. قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله.

بكل الأسى.. يشرف مدونتي و يزيدها عظمة أن أنشر فيها نعي لمن أظنها كانت بدعائها تصد عنا من المحن و البلايا ما لا يطيقه بشر.

توفيت من نحسبها يصدق فيها الحديث (كم من أشعث أغبر ذي طمرتين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره) .

رحلت إلى من كانت ترضى عنه فيرضى عنها إن شاء الله (ارجعي إلى ربك راضية مرضية) .

لم تشكوه أبداً رغم ما فيها.. و رضيت بما فيه رغم أنك تذهل حين تسمعها تتكلم.. و تذهل كلمة قليلة عما تسمعه.

رحلت أم إبراهيم و أخذت معها ذلك النموذج الذي كنت أظنه قد انتهى من هذه الدنيا و لم يعد موجوداً.. رحلت و رحل معها ذلك الدعاء الذي تدعوه لنا.. رحلت و ها نحن الآن نتربص و ندعو الله أن لا يصيبنا بذلك العذاب الذي نحسب أن أم إبراهيم كانت تدفعه عنا.

رحمك الله يا أم إبراهيم رحمة واسعة و أدخلك فسيح الجنات.. و أبدلك بما صبرتي نعيما لا يخطر على قلب بشر.. و أعطاك قصوراً لبناتها من ذهب و فضة بما أعطيتي من صبر على ضنك المعيشة و الحياة.

رحمة الله علينا جميعاً.. و إن كنت لا أساوي شيئا بجوار أم إبراهيم.. و لكن الله رحمته واسعة.. و هو أرحم أن يبلغنا من أن نبلغه.

الخميس، ٤ يونيو ٢٠٠٩

زيارة أوباما.. Such Ado About Nothing

obama8 زوبعة في فنجان.. تلك هى الترجمة التي اعتمدها المترجمون العرب لرواية شكسبير الشهيرة Such Ado About Nothing.. و هذا هو ما يمكن أن نصف به زيارة أوباما لمصر لتوجيه كلمته إلى العالم الإسلامي.. مجرد زوبعة في فنجان.

لا أخفي عليكم.. أتمنى أن أكون مخطئاً.. و لكن في كل مرة ترتفع فيها الآمال و تشرئب الأعناق (حلوة تشرئب دي) منتظرة تلك المفاجأة الجميلة التي ستسعد العالم، لا تلبث أن تعود بأنظارها إلى الأرض مرة أخرى، بل و تزداد الطأطأة في كل مرة عن الأخرى حتى أصبحنا لا نمل من سف التراب في كل حين.

زيارة أوباما كما وصفها البعض مجرد حملة علاقات عامة يقوم بها أوباما لتحسين صورة أمريكا.. و هي على وصف آخرين تحسين لدور مصر المنهار بحكم أنها في الرؤية الأمريكية العبد المطيع الذي لا يجادل ولا يناقش إذا ما أقرت أمريكا أمراً ما خاصة بخصوص القضية الفلسطينية، ذلك أن الإدارة الأمريكية الجديدة ترى أنها لابد أن تعمل على وضع حل نهائي للقضية خلال فترة حكمها (و كان هذا بالمناسبة هو هدف كل الإدارات السابقة، ولا أدري ما الفرق).

على حد وصفي الشخصي.. الزيارة لن تزيد بأي حال من الأحوال عن عنوان قصة شكسبير.. فالسياسة الأمريكية واحدة.. و اللوبي الصهيوني هو صاحب القرار الأول و الأخير.. و هو لن يسمح بالطبع لأوباما بأن (يهرتل) في الكلام.. و ما يبدو الآن من خلاف بين إسرائيل و أمريكا هو مجرد كلام ليس إلا و لا أريد أن أقول أنه (تمثيلية) لتبدو أمريكا في صورة الطرف الوسط بين كل الأطراف المتصارعة.

أتمنى بالفعل للمرة الثانية أن أكون مخطئاً.. و أتمنى أن يكون حكم أمريكا و حكم العالم كله بمنظومة قيمية و ليس بمنظومة مصالح.. و ما أتمناه هو واقع إن شاء الله.. بأمر الله.. و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون.

Bux.to