الخميس، ٢٤ أبريل ٢٠٠٨

ليست لفتة يا عادلي

خرجت علينا صحف الحكومة هذا اليوم 24 أبريل 2008 بخبر لطيف احتل مساحة حقيرة (تتناسب مع الخبر بصراحة) ليستمر إحساسك بأنك تعيش في وسية الباشا الشماشيري و الخواجة خريستو و اللذين يديرانها بالسوط و الكرباج لكل من يفتح فمه ليقول (يا باشا دي أرضي) .

1207686161  إسراء، هذه الفتاة التي هزت عرش الباشا و أعوانه، و استطاعت بدعوة بسيطة منها أن تحرك ملايين من الشعب المصري ضد النظام (ولا أعرف لما يسمى بالنظام رغم أنه عشوائي متخلف)، تلك الفتاة التي اعتقلت ثم خرجت فاختفت و لم تظهر، كلكم تعرفون قصتها .. خرجت علينا صحف الباشا هذا اليوم لتقول أن لفتة إنسانية من شيخ غفرالوسية.. آسف.. من وزير الداخلية، أخرجت الفتاة من محبسها الذي لم يعرفه أحد، و ذلك رغم قرار خروجها من النيابة إلى بيتها السابق.. لا تدري، كيف أكون مفترى عليه، و يتعطف الظالم علي بلفتة إنسانية؟؟.

ذكرتني تلك الواقعة بواقعة سيدنا إبراهيم مع النمروذ، وقف النمروذ يدعي الألوهية، فتحداه سيدنا إبراهيم عليه السلام واصفاً الإله بأنه يحيي و يميت، فتجبر النمروذ قائلاً أنا أحيي و أميت، و طبعاً لعرض المثال على قدراته الرهيبة، جاء النمروذ بواحد و قتله و قال: ها أنا ذا أميت،  و جاء بآخر من الذين سيعدموا، و قال له إذهب إلى بيتك و أكمل، ها أنا ذا أحيي، و لأن هذا كلام فارغ و لعب عيال، و لأن سيدنا إبراهيم واع و مجرب، ألهمه الله سبحانه و تعالى كيف يعجز هذا المتكبر الغبي، فقال له (فإن الله يأتي بالشمس من المشرق، فأت بها من المغرب)، فكان رد فعل هذا الذي كان متجبراً منذ قليل أن (فبهت الذي كفر).

يا عادلي.. أنت و من فوقك و من تحتك، أما علمتم أن الله ناظر إليكم، تتجرأون على الله و من ثم تتجرأون على الشعب، و يصبح أن تظلم ثم تعطي جزءً من الحق (لفتة إنسانية)، من عملكم هذا الجبروت، كيف تكونوا مسلمين و أنتم تعيشون بهذا المبدأ الذي بشعه الله في القرآن.. يا عادلي، إنتمي إلى اسمك مرة أو حتى انتمى له ذرة، كن رجلاً عادلاً و لو لمرة واحدة، كن وزيراً في خدمة الشعب ولا تكن جباراً في خدمة الطاغوت.. يا عادلي والله ستسأل، و ليس عن واحد ولا اثنين، بل عن ملايين و ملايين، ممن تعرف و ممن لا تعرف، من مصر و خارج مصر، ماذا أعددت ليوم تكون فيه واقفاً أمام ربك.

يا عادلي، إنها ليست لفتة، بل حق لإسراء أن تعود إلى بيتها، و حق لنا أن نقف في وجه الظالم، و اختر لك طريقاً، أن تعين ظالماً، أو تنصر مظلوماً.

يا عادلي، إنها ليست لعبة، بل جنة و نار، و ستسأل و سنسأل عن كل صغيرة و كبيرة، فهل أنت مستعد؟؟

ليست هناك تعليقات:

Bux.to