لقد أصبحت إوعى علمانية.. هذا ما سيتردد لأول وهلة عند قراءة عنوان الموضوع.. ولكن، كما تعودنا فالعبرة ليست بالأسماء و لكن بالمسميات كما كان يقول الإمام حسن البنا رحمه الله دائماً.
فلنراجع التاريخ معاً و لنلاحظ متى كانت الدولة الإسلامية قوية.. و متى قامت الدولة الإسلامية من كبواتها.. و كيف استطاعت الوقوف أمام المحن و الشدائد التى واجهتها.
تذكروا معى ارتداد شبه الجزيرة العربية بعد موت الرسول -صلى الله عليه و سلم-، و تذكروا فتنة الحجاج بن يوسف، و فتنة خلق القرآن، و محنة التتار، و محنة الصليبيين، و ما جاء بعدها من محن و شدائد حتى عصرنا هذا.. ألم يكن فصل الدين عن الدولة هو العامل المحرك للمواجهة و للنصر.
كيف هذا.. و هل كلامى ضرب من ضروب التخريف؟ لا يا سيدي.. و لكن العين الفاحصة الخبيرة تستطيع إكتشاف هذا بسهولة.. و أنظر معى إلى الوضع الحالي.. و أنظر إلى المؤسسة العظيمة التى شيوخها طنطاوي و الطيب و هاشم، كيف كانت و كيف أصبحت.. كيف كانت مؤسسة تخرج لنا علماء يقفون في وجه الطغيان و الآن لا تتعدى إلا أن تكون (دلدولاً) في يد الحاكم.. و كيف يخرج من هذا المكان العز بن عبد السلام سلطان العلماء ليقف في وجه التتار و يلقي بالمماليك في سلة المهملات، و يخرج منه من لا يستطيع أن يقف في وجه من يحاربون الإسلام، بل و يشرع لهم تأليفات و تخريفات و فتاوى تساعد هؤلاء على حرب الداعين إلى شرع الله ليكون حكما و دستورا.
يا سادة.. عندما كانت مؤسسة العلماء مستقلة تمام الاستقلال عن الدولة، كان للعلماء نفوذهم و قوتهم.. كان العالم يمد رجله في وجه الحاكم و هو الفقير المعدم و يحاول الحاكم أن يسترضيه بالمال فيقول له و هو الفقير المعدم إن الذي يمد رجله لا يمد يديه و كلنا نذكر القصة.. و الآن، و العالم يأكل و يشرب من نعيم الحاكم و فضل الحاكم و كرم الحاكم، فلا حاكم له في فتاويه إلا الحاكم فهو الآمر الناهي و لا استطاعة لمن يسمون علماء الآن أن يتفوهوا بكلمة حق لأن فمهم هذا ملئ بسحت الحاكم الذي يدفع لهم.. أما من يريد أن يتكلم، فبيت الحاكم مفتوح له يتكلم فيه كيف يشاء، و هو بيت رحب و لكنه مظلم قليلا، و تختلف تسمية الغرف فيه عن اسماء الغرف لدينا، فقد اختار لها الحاكم إسما ظريفا موسيقيا يسمى زنزانة ليعيش فيها العالم يتكلم فيها كيف يشاء و يقول ما يشاء و ليفرح العالم، فكل ذرات الهواء تسمعه، و هل له من سامع أفضل من ذرات الهواء، و إذا كانت بيوت الله في الأرض المساجد، فبيوت الحاكم في الأرض المعتقلات، لذا ينبغى أن تعج بالزوار الذين يأتون لتكفير ذنوبهم و خطاياهم التى ارتكبوها في حق الحاكم الأعلى.
عندما تصبح مؤسسة العلماء مستقلة عن الدولة، تنفق على نفسها، ولا يتدخل أحد في إدارتها، ولا يكون للحاكم أي سيطرة عليها من قريب أو بعيد، أضمن لكم عودة الإسلام إلى سابق عهده.. لهذا ففصل الدين عن الدولة واجب و ضرورة.. و إلا فسنظل في مستنقعنا الذي نخوض فيه من آمادٍ بعيدة، ولن نخرج منه أبداً.
الاثنين، ١٥ أكتوبر ٢٠٠٧
فصل الدين عن الدولة... واجب
قام بالوعوعة: ew3a الساعة: الاثنين, أكتوبر ١٥, ٢٠٠٧
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
وماذا بعد فتوى جلد الصحفيين
سبحان الله
الناس دى جرالها ايه مش عارف
المفروض يكونوا هم من اعلم الناس بالله
واقرب الناس اليه
لشدة علمهم
انما يخشى الله من عباده العلماء
ولكن
نسأل الله السلامة
إرسال تعليق