كثر الكلام في الإعلام الحكومي على موجة الهجوم على مصر.. و كيف أن مصر أم الدنيا هي الأم و الأب و الشعب و الغلب و الذنب و الأوب.. و أنها بريئة براءة طلعت مصطفى من دم سوزان... لذا لزم التنويه و التوضيح لبضعة أمور حتى لا ننخدع.
أذكر معنى قرأته في رسائل الإمام البنا و هو (العبرة بالمسميات لا بالأسماء) لذلك أعجب كثيراً من الذين يقولون كلاماً واهياً لا يفهمون معناه و يبنون عليه معلومات غير موجودة من الأساس ليصنعوا مجداً شخصياً لهم أو لغيرهم.
أولاً .. ما معنى كلمة مصر؟ أليست مصر هي مجموعة من البشر تعيش على أرض واحدة بمساحة و إحداثيات محددة؟ إذاً مصر هي عبارة عن مجموعة من البشر كبيرة جداً و فيها الصالح و الطالح و فيها من يتحدث و فيها من يصمت.. و من يتحدث إما يتحدث بالصحيح أو يخطأ جم الخطأ.. و ممن يتحدث أيضاً من يسمع صوته لدى العالم و منهم من قوله حبيس الجدران و منهم من يصرخ ولا يسمعه أحد.. هذا هو معنى كلمة مصر الذي أفهمه.
و من هذا المنطلق
ثانياً: ما معنى كلمة الهجوم على مصر؟ إذا أخذنا الإسم من قشوره فمعناه أن هناك من يهاجم هذه المجموعة من البشر الكبيرة بشكل ما بالقول أو بالفعل أو باي شئ يحمل معنى الهجوم.. و في هذا خطأ كبير.. فها أنا ذا من هذه المجموعة و لم يهاجمنى أحد.. و ها أنتم هؤلاء تجلسون في بيوتكم و في أعمالكم و لم يهاجمكم أحد.. إذاً فما معنى الهجوم؟
ما أفهمه أن هناك من يهاجم مجموعة صغيرة من هذه المجموعة الكبيرة لأنها (أخطأت).. و الخطأ هنا ليس صغيراً فثمنه ارواح بشر تذهب أدراج الرياح دون أن تجد من هذه المجموعة الصغيرة و التي للأسف تمثل واجهة مصر في العالم أي رد يشف صدور هذا العالم.
ثالثاً: لماذا تتعرض مصر للهجوم؟ و ما هو الخطأ الذي قامت به؟
لا يحتاج الأمر إلى محنك سياسي ليدرك أن مصر لها الدور الأعظم فيما يحدث و ذلك للأخطاء الآتية:
1- إذا نظرنا لحدود غزة فسنلاحظ أنه يحدها شمالاً البحر المتوسط و من الجنوب مناطق محتلة و من الشرق مناطق محتلة و من الغرب مصر.. إذاً ففي حالة الحصار أو الغارات فأمام سكان غزة 3 خيارات.. إما التوجه للشمال و إلقاء أنفسهم في البحر.. و عندها سنرتاح جميعاً هم و نحن من الهم و الغم الذي نراه كل يوم.. و إما التوجه بصدور مفتوحة إلى الشرق أو الجنوب ليواجهوا دبابات و مدفعية الصهاينة ليرتاحوا و يريحونا أيضاً أو أن يتجهوا إلى الغرب إلى مصر.. ألم يلاحظ أي أحد من الأذكياء أو المتاذكين ذلك.. ألم يلاحظ أن مصر مسؤولة مسؤولية تامة عن اي لاجئ يأتي من غزة و إلا فأين سيذهبوا؟.. و أين قواعد حقوق الإنسان و الإنسانية و معاهدة جنيف التى نتشدق بأننا ندافع عنها و نصور السيد الرئيس على أنه الحمل البرئ الذي يدافع عنها؟ يا سادة أي عاقل سيضع مكانه في أرض غزة لن يجد إلا أرض مصر ليلجأ إليها.. و مع ذلك تنسى مصر قواعد حقوق الإنسان و الإنسانية بل ووحدة الدم و الدين و اللغة و حتى الأمن القومي باعتبار إسرائيل هي العدو الاستراتيجي رقم 1 في كل دراساتنا العسكرية.. تنسى (المجموعة القليلة الحاكمة) من مصر كل هذا و تبيع القضية بأبخس الأثمان و بحجج واهية لا يمكن أن يضحكوا بها حتى على الأطفال مثل (الفخ الإسرائيلي بتهجير السكان إلى سيناء - أبو مازن لا يود فتح المعابر - لابد من وجود رقابة اوروبية - معاهدة السلام عليكو و هي أغنية لحكيم - نحن نفهم ما لا تفهمون لأننا عباقرة و أنتم حثالة و ما يحدث هو "همبكة" كما يقول الريس ..... ) و ما شابه من هذه التصريحات...
يا إخواني.. هناك معادلة تقول 1+1=2... هناك حصار و هناك قتل = فتح المعابر بدون أي حجج لا معنى لها.. ولا أريد أن أقول بأن الواجب أساسا أكبر من ذلك.. فالفلسطينيون أنفسهم يقولون دائماً: لا نريد منكم رجالاً يحاربون و لكن ادعمونا فقط.. و لكن أكتفي بما قلت و أنوه أن الواجب أكبر من ذلك حسب تعاليم الإسلام (ام أننا مسلمون بالبطاقة فقط).
2- مصر أخطأت ولم تفعل أقل الواجبات الدبلوماسية فلم تستدع حتى السفير الإسرائيلي ناهيك عن أن الواجب هو طرده و غلق السفارة الإسرائيلية أساساً بل و استضافت وزير خارجية الصهاينة قبل الضرب بيومين فقط لهدف لا أريد أن أفتي فيه (ولو استخدمت نظرية الاستنتاجات التى يستخدمها متنطعوا السلطة لاستنتجت الكثير) و لكن دعنى أقول ما قالته الحكومة المصرية (على لسان أبو الغيط عليه من الله ما يستحق) وهو أنها كانت تحاول الحفاظ على التهدئة (التي لم تلتزم بها إسرائيل أساساً) و واضح أنها نجحت أشد نجاح..
3- مصر بكل بساطة تصدر الغاز لإسرائيل (العدو الاستراتيجي رقم 1).. و هذا خطأ لا يغتفر.. خاصة أنهم حاولوا دون جدوى أن يجدوا تبرير غير السرقة و النهب و الذل و الخنوع فلم يجدوا.. حتى حجة أن هذا سيكون له دور في الدخل القومي فشلت.. فهم يبيعون الغاز برخص التراب.. حتى التراب أظن أنه سيكون أغلى قليلاً من هذا السعر.. و بعد هذ تسألون فيما أخطأت مصر؟؟
لم تخطئ مصر الشعب و من أخطأ هو حكومتها.. و لأنها واجهة مصر في العالم.. فقد ألحقت العار بالشعب المصري في العالم أجمع.. و بعد ذلك تٍسألون لماذا يهاجم البسطاء السفارات المصرية... إنهم لا يهاجمون مصر الشعب.. بل يهاجمون مصر الحكومة المخطئة التي لا تسعى أبداً إلى مصلحة الشعب بما تفعله.. مصلحتنا هو أن نحيا حياة كريمة بلا ذل في الداخل ولا في الخارج.. مصر أصبحت في قاع الأمم بسبب سياسات الحكومة.. مصر التي كان ينظر إليها العالم العربي نظرة تقدير و انبهار أصبح ينظر إليها نظرة اشمئزاز.. و بعد ذلك تسألون لماذا يهاجم البسطاء مصر؟
هل في الأمر صعوبة.. هل هناك صعوبة في أن تزيل مصر هذا العار؟ هل هناك صعوبة في أن تعالج مصر أخطاءها البسيطة أو الكبيرة أياً كان رؤية أي أحد لها؟؟ هل الأمر صعب إلى هذه الدرجة..
فتح المعابر (بلا شروط) - طرد السفير الإسرائيلي و غلق السفارة - وقف تصدير الغاز المصري لإسرائيل (و في ذلك حكم قاضي الذي تصفق له الحكومة عندما يكون الحكم بالبراءة لممدوح اسماعيل و هاني سرور ولا تنفذ أحكامه أبداً إذا لم يكن على هواها) كمن قال فيهم القرآن
للأسف الشديد... رغم بساطة ما قلت من وجهة نظر الشعب.. إلا أنه صعب جداً على الحكومة المصرية التي تحسب بحسابات أخرى غير حسابات الشعب.. تحسب حساب المصارف البنكية الممتلئة.. و حساب العلاقات التي تمول هذه المصارف.. المعونة التى تنفق على لا شئ .. حسابات كثيرة لا يراها هذا الشعب الذي لا يزال البعض منه يصفق للحكومة على أدائها.
رابعاً: هل أخطأت حماس و هل هي السبب في الحرب كما كان حسن نصر الله في زعم البعض هو السبب في حرب لبنان؟
أقول لكم هلا تابعتم تاريخ الحصار منذ بدايته.. يا سادة.. بداية الحصار انتخابات شرعية فازت فيها حماس بأغلبية الأصوات الفلسطينية.. و حصلت فيه على الحكم في غزة و في غير غزة.. و هنا بدأ التفكير او المؤامرة.. لا ينبغى لحماس أن تحكم.. و يأتي الرد حماس هي الحكومة.. يا حكومة مصر التي تتشدق بالدفاع عن الحكومات. أليست حماس هي الحكومة المنتخبة؟؟؟ أم أننا نكيل بمكيالين.. فإذا كانت الحكومة على هوانا كان بها و إن لم تكن فلا نعرفها ولا نابه لها بل و نتآمر عليها..
و هنا يبدأ حصار إسرائيلي و اعتقال لنواب في مجلس الشعب ووزراء لأول مرة في التاريخ العالمي بمباركة مصرية فتحاوية (و فتح بريئة من قياداتها العملاء تماما كبراءة الشعب المصري من قياداته).. و في ظل الحصار تبدأ القيادة الفتحاوية في مماسة أعمال البلطجة التي تمارسها الحكومة المصرية في الانتخابات و ماشابهها.. نفس السياسة.. حاصر غزة من الخارج.. و ابعث البلطجية الفتحاويين (و أكرر ليست كل فتح بلطجية) ليقومون بأعمال القتل و العبث و الحرابة داخل غزة... ترى؟ ما هو تصرف (الحكومة) في هذه الحالة؟ هل تترك الوضع يستفحل أم تسيطر و تعلن تمام السيطرة؟ أم هل نسينا أن حماس هي الحكومة في هذه الحالة؟ لذا قامت حماس بالسيطرة على قطاع غزة لغلق الجبهة الداخلية للتفرغ للمواجهة الخارجية فما كان من ابو مازن إلى وقف و صرخ و قال هذا (انقلاب).. انقلاب من من؟ من الحكومة على الحكومة؟ لأول مرة في التاريخ.. عندما تقوم الحكومة بإصلاح الأوضاع تتهم بأنها تقوم بعمل (انقلاب).. و يبدو أننا على موعد مع السوابق التاريخية على هذه الأرض المباركة.. و هكذا، قام أبو مازن نظراً لحدوث انقلاب من الحكومة بإقالة الحكومة و عمل حكومة ليصبح هناك حكومتين.. حكومة (منتخبة) من الشعب قامت بانقلاب.. و حكومة (معينة) من قبل الحاكم بأمر الله أبو مازن.. و هي سابقة تاريخية أخرى تسجلها هذه الأرض.
و يستمر الحصار.. و تستمر مصر بنفس الآداء الباهت.. حتى اتفاق المصالحة الذي حدث في خلال هذه الفترة لم يكن في مصر.. بل كان في مكة.. و تنفسنا الصعداء و قلنا أن المصالحة تمت في الأرض المباركة مكة لتنهي الصراع في الأرض المباركة فلسطين.. و لكن هيهات.. فليس هذا من مصلحة الفتحاوية أن تكون هناك حكومة شرعية حمساوية.. و استمرت فتح في الضفة بنفس السياسة و نفس الأسلوب..
و في ظل استمرار الحصار.. توافق حماس على التهدئة و تلتزم بها بشهادة العالم كله هي و حركة الجهاد رغم خروقات إسرائيل للتهدئة التي تعدت 150 اختراقاً.. و حتى آخر لحظة لم تكن حماس ترد على الخروقات.. أفحين عندما ترد على خروقات إسرائيل نتهمها بأنها تقوم بالعبث و اللعب.
مشكلتنا أننا نجلس على الكراسي و نضع قدماً على قدم و نشرب الشاي الساخن في الشتاء لنفتي براينا في القضية.. و نقول أن الصواريخ لعب أطفال و أنها لا تصيب ولا تخدش و نردد كلام الحكومة المصرية (الذي تصر على توجيهه للأطفال).. ولا نفكر حتى أن نضع أنفسنا مكان هؤلاء المحاصرين.. و عليه.. فمن يرى أن الصواريخ لعب أطفال فعليه الذهاب هو إلى فلسطين ليرينا بنفسه الاستراتيجيات العسكرية و الطائرات التي سيصنعها من قش الرز و سيسيرها بعصير القصب و القنابل الذرية التي سيصنعها من أنوية البلح و لنر كيف سنواجه الآلة الصهيونية.. و ها نحن واقفون ننتظر..
و إذا كانت الصواريخ بالفعل لعب أطفال.. فلماذا تشغل إسرائيل نفسها بها طالما أنها لا تضر ولا تسوء؟؟
نهاية القول..
من حق حماس أن تسيطر على غزة و على الضفة ايضاً لأنها الحكومة المنتخبة من قبل الشعب.
من حق حماس أن تطلق صواريخها التي صنعتها بإمكانياتها رداً على اعتداءات الصهاينة.
من حق حماس أن ترفض الحوار مع ابو مازن الذي يريد انهاء المقاومة و يعمل على بث السموم و ارساء الانقسام.
و بالمناسبة اللطيفة حول الصواريخ.. أتدرون أن الصواريخ الأخيرة في أثناء زيارة ليفني للقاهرة قبيل الغارات كانت رداً من كتائب القسام الجناح العسكري لحماس على استشهاد عنصر من شهداء الأقصى الجناح العسكري لفتح.. أرجو منكم التفكير الشديد في هذا الأمر.. و ستدركون معناه.
أعرف أني قد أطلت عليكم... و لكن أختم بقولي
- لا تلوموا بسطاء الشعوب لهجومهم على مصر.. فمصر الحكومة ألحقت بنا العار بسلوكها الباهت في تعاملها مع القضية بعد تاريخ طويل من الهيبة التي صنعناها بدمائنا.
- لا تظلموا حماس و تتهموها بأنها السبب فيما حدث، فهي التي تصنع المجد الآن بدماء شهدائها و تدافع عن الشعب الفلسطيني و تقاوم العدو الصهيوني و تشطب اسم من يقول أن المقاومة عبث و لعب أطفال.
- فكروا قبل أن تنقلوا، ولا يعميكم حب شخص أو كره آخر عن الحقيقة.. الرسول صلى الله عليه وسلم حكم لليهودي على المسلم لأن الحق كان معه.. فكروا كثيراً قبل أن تظلموا و قبل أن تحابوا.. فالله حرم الظلم على نفسه فما بالك بحرمته على البشر.. و الله أمرنا أن يكون حبنا لله و بغضنا لله... فليكن حباً لله إذاً في طاعته.. و ليكن الإسلام هو القانون الذي نحكم به حياتنا في أرض الواقع و ليس في بطاقتنا فقط.
أذكر معنى قرأته في رسائل الإمام البنا و هو (العبرة بالمسميات لا بالأسماء) لذلك أعجب كثيراً من الذين يقولون كلاماً واهياً لا يفهمون معناه و يبنون عليه معلومات غير موجودة من الأساس ليصنعوا مجداً شخصياً لهم أو لغيرهم.
أولاً .. ما معنى كلمة مصر؟ أليست مصر هي مجموعة من البشر تعيش على أرض واحدة بمساحة و إحداثيات محددة؟ إذاً مصر هي عبارة عن مجموعة من البشر كبيرة جداً و فيها الصالح و الطالح و فيها من يتحدث و فيها من يصمت.. و من يتحدث إما يتحدث بالصحيح أو يخطأ جم الخطأ.. و ممن يتحدث أيضاً من يسمع صوته لدى العالم و منهم من قوله حبيس الجدران و منهم من يصرخ ولا يسمعه أحد.. هذا هو معنى كلمة مصر الذي أفهمه.
و من هذا المنطلق
ثانياً: ما معنى كلمة الهجوم على مصر؟ إذا أخذنا الإسم من قشوره فمعناه أن هناك من يهاجم هذه المجموعة من البشر الكبيرة بشكل ما بالقول أو بالفعل أو باي شئ يحمل معنى الهجوم.. و في هذا خطأ كبير.. فها أنا ذا من هذه المجموعة و لم يهاجمنى أحد.. و ها أنتم هؤلاء تجلسون في بيوتكم و في أعمالكم و لم يهاجمكم أحد.. إذاً فما معنى الهجوم؟
ما أفهمه أن هناك من يهاجم مجموعة صغيرة من هذه المجموعة الكبيرة لأنها (أخطأت).. و الخطأ هنا ليس صغيراً فثمنه ارواح بشر تذهب أدراج الرياح دون أن تجد من هذه المجموعة الصغيرة و التي للأسف تمثل واجهة مصر في العالم أي رد يشف صدور هذا العالم.
ثالثاً: لماذا تتعرض مصر للهجوم؟ و ما هو الخطأ الذي قامت به؟
لا يحتاج الأمر إلى محنك سياسي ليدرك أن مصر لها الدور الأعظم فيما يحدث و ذلك للأخطاء الآتية:
1- إذا نظرنا لحدود غزة فسنلاحظ أنه يحدها شمالاً البحر المتوسط و من الجنوب مناطق محتلة و من الشرق مناطق محتلة و من الغرب مصر.. إذاً ففي حالة الحصار أو الغارات فأمام سكان غزة 3 خيارات.. إما التوجه للشمال و إلقاء أنفسهم في البحر.. و عندها سنرتاح جميعاً هم و نحن من الهم و الغم الذي نراه كل يوم.. و إما التوجه بصدور مفتوحة إلى الشرق أو الجنوب ليواجهوا دبابات و مدفعية الصهاينة ليرتاحوا و يريحونا أيضاً أو أن يتجهوا إلى الغرب إلى مصر.. ألم يلاحظ أي أحد من الأذكياء أو المتاذكين ذلك.. ألم يلاحظ أن مصر مسؤولة مسؤولية تامة عن اي لاجئ يأتي من غزة و إلا فأين سيذهبوا؟.. و أين قواعد حقوق الإنسان و الإنسانية و معاهدة جنيف التى نتشدق بأننا ندافع عنها و نصور السيد الرئيس على أنه الحمل البرئ الذي يدافع عنها؟ يا سادة أي عاقل سيضع مكانه في أرض غزة لن يجد إلا أرض مصر ليلجأ إليها.. و مع ذلك تنسى مصر قواعد حقوق الإنسان و الإنسانية بل ووحدة الدم و الدين و اللغة و حتى الأمن القومي باعتبار إسرائيل هي العدو الاستراتيجي رقم 1 في كل دراساتنا العسكرية.. تنسى (المجموعة القليلة الحاكمة) من مصر كل هذا و تبيع القضية بأبخس الأثمان و بحجج واهية لا يمكن أن يضحكوا بها حتى على الأطفال مثل (الفخ الإسرائيلي بتهجير السكان إلى سيناء - أبو مازن لا يود فتح المعابر - لابد من وجود رقابة اوروبية - معاهدة السلام عليكو و هي أغنية لحكيم - نحن نفهم ما لا تفهمون لأننا عباقرة و أنتم حثالة و ما يحدث هو "همبكة" كما يقول الريس ..... ) و ما شابه من هذه التصريحات...
يا إخواني.. هناك معادلة تقول 1+1=2... هناك حصار و هناك قتل = فتح المعابر بدون أي حجج لا معنى لها.. ولا أريد أن أقول بأن الواجب أساسا أكبر من ذلك.. فالفلسطينيون أنفسهم يقولون دائماً: لا نريد منكم رجالاً يحاربون و لكن ادعمونا فقط.. و لكن أكتفي بما قلت و أنوه أن الواجب أكبر من ذلك حسب تعاليم الإسلام (ام أننا مسلمون بالبطاقة فقط).
2- مصر أخطأت ولم تفعل أقل الواجبات الدبلوماسية فلم تستدع حتى السفير الإسرائيلي ناهيك عن أن الواجب هو طرده و غلق السفارة الإسرائيلية أساساً بل و استضافت وزير خارجية الصهاينة قبل الضرب بيومين فقط لهدف لا أريد أن أفتي فيه (ولو استخدمت نظرية الاستنتاجات التى يستخدمها متنطعوا السلطة لاستنتجت الكثير) و لكن دعنى أقول ما قالته الحكومة المصرية (على لسان أبو الغيط عليه من الله ما يستحق) وهو أنها كانت تحاول الحفاظ على التهدئة (التي لم تلتزم بها إسرائيل أساساً) و واضح أنها نجحت أشد نجاح..
3- مصر بكل بساطة تصدر الغاز لإسرائيل (العدو الاستراتيجي رقم 1).. و هذا خطأ لا يغتفر.. خاصة أنهم حاولوا دون جدوى أن يجدوا تبرير غير السرقة و النهب و الذل و الخنوع فلم يجدوا.. حتى حجة أن هذا سيكون له دور في الدخل القومي فشلت.. فهم يبيعون الغاز برخص التراب.. حتى التراب أظن أنه سيكون أغلى قليلاً من هذا السعر.. و بعد هذ تسألون فيما أخطأت مصر؟؟
لم تخطئ مصر الشعب و من أخطأ هو حكومتها.. و لأنها واجهة مصر في العالم.. فقد ألحقت العار بالشعب المصري في العالم أجمع.. و بعد ذلك تٍسألون لماذا يهاجم البسطاء السفارات المصرية... إنهم لا يهاجمون مصر الشعب.. بل يهاجمون مصر الحكومة المخطئة التي لا تسعى أبداً إلى مصلحة الشعب بما تفعله.. مصلحتنا هو أن نحيا حياة كريمة بلا ذل في الداخل ولا في الخارج.. مصر أصبحت في قاع الأمم بسبب سياسات الحكومة.. مصر التي كان ينظر إليها العالم العربي نظرة تقدير و انبهار أصبح ينظر إليها نظرة اشمئزاز.. و بعد ذلك تسألون لماذا يهاجم البسطاء مصر؟
هل في الأمر صعوبة.. هل هناك صعوبة في أن تزيل مصر هذا العار؟ هل هناك صعوبة في أن تعالج مصر أخطاءها البسيطة أو الكبيرة أياً كان رؤية أي أحد لها؟؟ هل الأمر صعب إلى هذه الدرجة..
فتح المعابر (بلا شروط) - طرد السفير الإسرائيلي و غلق السفارة - وقف تصدير الغاز المصري لإسرائيل (و في ذلك حكم قاضي الذي تصفق له الحكومة عندما يكون الحكم بالبراءة لممدوح اسماعيل و هاني سرور ولا تنفذ أحكامه أبداً إذا لم يكن على هواها) كمن قال فيهم القرآن
﴿ و إن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين ﴾
للأسف الشديد... رغم بساطة ما قلت من وجهة نظر الشعب.. إلا أنه صعب جداً على الحكومة المصرية التي تحسب بحسابات أخرى غير حسابات الشعب.. تحسب حساب المصارف البنكية الممتلئة.. و حساب العلاقات التي تمول هذه المصارف.. المعونة التى تنفق على لا شئ .. حسابات كثيرة لا يراها هذا الشعب الذي لا يزال البعض منه يصفق للحكومة على أدائها.
رابعاً: هل أخطأت حماس و هل هي السبب في الحرب كما كان حسن نصر الله في زعم البعض هو السبب في حرب لبنان؟
أقول لكم هلا تابعتم تاريخ الحصار منذ بدايته.. يا سادة.. بداية الحصار انتخابات شرعية فازت فيها حماس بأغلبية الأصوات الفلسطينية.. و حصلت فيه على الحكم في غزة و في غير غزة.. و هنا بدأ التفكير او المؤامرة.. لا ينبغى لحماس أن تحكم.. و يأتي الرد حماس هي الحكومة.. يا حكومة مصر التي تتشدق بالدفاع عن الحكومات. أليست حماس هي الحكومة المنتخبة؟؟؟ أم أننا نكيل بمكيالين.. فإذا كانت الحكومة على هوانا كان بها و إن لم تكن فلا نعرفها ولا نابه لها بل و نتآمر عليها..
و هنا يبدأ حصار إسرائيلي و اعتقال لنواب في مجلس الشعب ووزراء لأول مرة في التاريخ العالمي بمباركة مصرية فتحاوية (و فتح بريئة من قياداتها العملاء تماما كبراءة الشعب المصري من قياداته).. و في ظل الحصار تبدأ القيادة الفتحاوية في مماسة أعمال البلطجة التي تمارسها الحكومة المصرية في الانتخابات و ماشابهها.. نفس السياسة.. حاصر غزة من الخارج.. و ابعث البلطجية الفتحاويين (و أكرر ليست كل فتح بلطجية) ليقومون بأعمال القتل و العبث و الحرابة داخل غزة... ترى؟ ما هو تصرف (الحكومة) في هذه الحالة؟ هل تترك الوضع يستفحل أم تسيطر و تعلن تمام السيطرة؟ أم هل نسينا أن حماس هي الحكومة في هذه الحالة؟ لذا قامت حماس بالسيطرة على قطاع غزة لغلق الجبهة الداخلية للتفرغ للمواجهة الخارجية فما كان من ابو مازن إلى وقف و صرخ و قال هذا (انقلاب).. انقلاب من من؟ من الحكومة على الحكومة؟ لأول مرة في التاريخ.. عندما تقوم الحكومة بإصلاح الأوضاع تتهم بأنها تقوم بعمل (انقلاب).. و يبدو أننا على موعد مع السوابق التاريخية على هذه الأرض المباركة.. و هكذا، قام أبو مازن نظراً لحدوث انقلاب من الحكومة بإقالة الحكومة و عمل حكومة ليصبح هناك حكومتين.. حكومة (منتخبة) من الشعب قامت بانقلاب.. و حكومة (معينة) من قبل الحاكم بأمر الله أبو مازن.. و هي سابقة تاريخية أخرى تسجلها هذه الأرض.
و يستمر الحصار.. و تستمر مصر بنفس الآداء الباهت.. حتى اتفاق المصالحة الذي حدث في خلال هذه الفترة لم يكن في مصر.. بل كان في مكة.. و تنفسنا الصعداء و قلنا أن المصالحة تمت في الأرض المباركة مكة لتنهي الصراع في الأرض المباركة فلسطين.. و لكن هيهات.. فليس هذا من مصلحة الفتحاوية أن تكون هناك حكومة شرعية حمساوية.. و استمرت فتح في الضفة بنفس السياسة و نفس الأسلوب..
و في ظل استمرار الحصار.. توافق حماس على التهدئة و تلتزم بها بشهادة العالم كله هي و حركة الجهاد رغم خروقات إسرائيل للتهدئة التي تعدت 150 اختراقاً.. و حتى آخر لحظة لم تكن حماس ترد على الخروقات.. أفحين عندما ترد على خروقات إسرائيل نتهمها بأنها تقوم بالعبث و اللعب.
مشكلتنا أننا نجلس على الكراسي و نضع قدماً على قدم و نشرب الشاي الساخن في الشتاء لنفتي براينا في القضية.. و نقول أن الصواريخ لعب أطفال و أنها لا تصيب ولا تخدش و نردد كلام الحكومة المصرية (الذي تصر على توجيهه للأطفال).. ولا نفكر حتى أن نضع أنفسنا مكان هؤلاء المحاصرين.. و عليه.. فمن يرى أن الصواريخ لعب أطفال فعليه الذهاب هو إلى فلسطين ليرينا بنفسه الاستراتيجيات العسكرية و الطائرات التي سيصنعها من قش الرز و سيسيرها بعصير القصب و القنابل الذرية التي سيصنعها من أنوية البلح و لنر كيف سنواجه الآلة الصهيونية.. و ها نحن واقفون ننتظر..
و إذا كانت الصواريخ بالفعل لعب أطفال.. فلماذا تشغل إسرائيل نفسها بها طالما أنها لا تضر ولا تسوء؟؟
نهاية القول..
من حق حماس أن تسيطر على غزة و على الضفة ايضاً لأنها الحكومة المنتخبة من قبل الشعب.
من حق حماس أن تطلق صواريخها التي صنعتها بإمكانياتها رداً على اعتداءات الصهاينة.
من حق حماس أن ترفض الحوار مع ابو مازن الذي يريد انهاء المقاومة و يعمل على بث السموم و ارساء الانقسام.
و بالمناسبة اللطيفة حول الصواريخ.. أتدرون أن الصواريخ الأخيرة في أثناء زيارة ليفني للقاهرة قبيل الغارات كانت رداً من كتائب القسام الجناح العسكري لحماس على استشهاد عنصر من شهداء الأقصى الجناح العسكري لفتح.. أرجو منكم التفكير الشديد في هذا الأمر.. و ستدركون معناه.
أعرف أني قد أطلت عليكم... و لكن أختم بقولي
- لا تلوموا بسطاء الشعوب لهجومهم على مصر.. فمصر الحكومة ألحقت بنا العار بسلوكها الباهت في تعاملها مع القضية بعد تاريخ طويل من الهيبة التي صنعناها بدمائنا.
- لا تظلموا حماس و تتهموها بأنها السبب فيما حدث، فهي التي تصنع المجد الآن بدماء شهدائها و تدافع عن الشعب الفلسطيني و تقاوم العدو الصهيوني و تشطب اسم من يقول أن المقاومة عبث و لعب أطفال.
- فكروا قبل أن تنقلوا، ولا يعميكم حب شخص أو كره آخر عن الحقيقة.. الرسول صلى الله عليه وسلم حكم لليهودي على المسلم لأن الحق كان معه.. فكروا كثيراً قبل أن تظلموا و قبل أن تحابوا.. فالله حرم الظلم على نفسه فما بالك بحرمته على البشر.. و الله أمرنا أن يكون حبنا لله و بغضنا لله... فليكن حباً لله إذاً في طاعته.. و ليكن الإسلام هو القانون الذي نحكم به حياتنا في أرض الواقع و ليس في بطاقتنا فقط.
هناك تعليق واحد:
السلام عليكم
مقال مميز ياباشمهندس
أرجوا أن تفعل مدونتك لتجذب القراء والمدونين لمدونتك الرائعة بمحتواها
وفقك الله لكل خير
تحياتي ،
إرسال تعليق